المجلة | حــديث |عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى ال

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة

عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏قد أفلح من أسلم ، ورزق كفافاً، وقنعه الله بما آتاه‏"‏ رواه مسلم.
اعلم‏ أن الفقر محمود، ولكن ينبغي للفقير أن يكون قانعاً، منقطع الطمع عن الخَلق، غير ملتفت إلى ما في أيديهم، ولا حريص على اكتساب المال كيف كان، ولا يمكن للمرء ذلك إلا بأن يقنع بقدر الضرورة من المطعم والملبس‏‏‏.‏ في حديث جابر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ “القناعة مال لا ينفد‏"‏‏.‏‏وقال أبو حازم‏:‏ ثلاث من كن فيه كمل عقله‏:‏ من عرف نفسه، وحفظ لسانه، وقنع بما رزقه الله عز وجل‏. ومن أراد القناعة فينبغي أن يرد نفسه إلى ما لا بد منه، فيقنع بأي طعام كان، وقليل من الإدام، وثوب واحد، ويوطن نفسه على ذلك، وإن كان له عيال، فيرد كل واحد إلى هذا القدر‏.‏ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏‏ ‏"‏التدبير نصف العيش" ‏وفى حديث آخر ‏"‏ثلاث منجيات‏:‏ خشية الله تعالى في السر والعلانية، والقصد في الغنى والفقر، والعدل في الرضى والغضب‏"‏‏.‏ وإذا تيسر له في الحال ما يكفيه، فلا يكون شديد الاضطراب لأجل المستقبل ويعينه على ذلك قصر الأمل، واليقين بأن رزقه لا بد أن يأتيه، وليعلم أن الشيطان يعده الفقر‏. ‏وعن ابن مسعود رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏إن روح القدس نفث في روعي، أنه ليس من نفس تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملنكم استبطاء الرزق أن تطلبوه بمعاصي الله عز وجل، فإنه لا يدرك عند الله إلا بطاعته‏"‏‏.‏ ولا بد له أن يعرف ما في القناعة من عز الاستغناء، وما في الطمع والحرص من الذل .‏وليس في القناعة إلا الصبر عن المشتبهات والفضول، مع ما يحصل له من ثواب الآخرة، ومن لم يؤثر عزَّ نفسه عن شهوته، فهو ركيك العقل، ناقص الإيمان‏.‏ ولا بد له أن يفهم ما في جمع المال من الخطر، وينظر إلى ثواب الفقر، ويتم ذلك بأن ينظر أبداً من دونه في الدنيا، وإلى من فوقه في الدين، كما جاء في الحديث من رواية مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال‏:‏ ‏"‏انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هوفوقكم، فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم‏"‏‏.‏‏ وعماد الأمر‏:‏ الصبر وقصر الأمل، وأن يعلم أن غاية صبره في الدنيا أيام قلائل لتمتع دائم، فيكون كالمريض الذي يصبر على مرارة الدواء لما يرجو من الشفاء‏.‏

المزيد